بقلم جون قثري مدلين

يقوم الاتصال الأول بين الأم وطفلها على الرضاعة. وسواءٌ قمتِ بتغذية طفلكِ من حليبك أو من حليب صناعي، سوف ينشأ تفاعلٌ عفوي بينكما؛ راقبي عيني طفلك أثناء الرضاعة وانتبهي إلى حركاته وإيماءاته لمعرفة ما إذا كان قد شبع أم لا، وهل يشعر بالتعب أو غير ذلك.


يتواصل التفاعل بينكما مع نموّ الرضيع. وعندما يبدأ في الجلوس على كرسي الأطفال أو كرسي مرتفع، يقع على عاتقك تغذيته بأطعمة صحية ولذيذة وآمنة. في هذه المرحلة تعني علاقة التغذية الإيجابية وجودَ رابط خاص ومتبادل بينكما. فعلى سبيل المثال، يحتاج الأطفال ذوي متلازمة داون وقتًا طويلًا قبل إتقان مضغ الطعام وبلعه والاستعداد للقمة التالية. لذلك يتعين عليك مراقبة طفلكِ وانتظار انتهائه من اللقمة الأولى؛ إذ إن من الأهمية بمكان منح الطفل كل الوقت الذي يحتاجه. وفي حال حدثَ ورفض الطفل الطعام، لا تحاولي اللحاق به وإجباره على تناوله، بل اسمحي له بأن يقول "لا أريد المزيد" أو "شبعت"، فالإنصات لطفلك في هذه المرحلة المبكرة يقدم له رسالة ايجابية مفادها أنك تصغين إليه وتقدّرين قراراته.

وتساعد علاقة التغذية الإيجابية هذه في المراحل اللاحقة من حياة الطفل أيضًا. فإذا تعلم أن له حق اختيار كمية الطعام واتخاذ القرار بتناوله من عدمه، فإنه يبدأ عندئذٍ بتعلم كيفية التجاوب مع إشارات جسده. ومع أن هذا الأسلوب لا يحول دون ظهور بعض التحديات (ومنها الأكل الانفعالي أو تفضيل الوجبات غير الصحية)، إلا أنه يفيد إلى حدّ ما. والأهم من هذا وذاك أن احترام دور الطفل في علاقة التغذية يعلّمه أن باستطاعته قول "لا، شكرًا" عندما يعرض عليه أحدهم الطعام؛ إذ قلّما نمدح الطفل الذي "يتناول طعامه باعتدال"، وبالتالي نوجه إليه رسالة تفيد بأننا نتوقع منه تناول كل ما نقدمه له بلا استثناء.

إن تفهم دوركِ في علاقة التغذية هذه يساعدك أيضًا في التحول إلى طبّاخة للوجبات الصغيرة. صحيحٌ أنه لا يوجد مَن يحبّ إعداد أكثر من قائمة واحدة في الوجبة، غير أن النجاح في إعداد الوجبة يستدعي إعداد طبق مختلف لكل واحد من أفراد الأسرة. فإذا كنت تعلمين أن طفلك لا يتناول أيًّا من الأطعمة التي تشملها الوجبة، تكونين عندئذٍ قد أخللتِ بالتزامك تجاهه. أما إذا حرصت على وجود طعام يناسبه، سوف يقوم بتناوله بالطبع ويحصل على بعض السعرات الحرارية.

  • اختبري أنواعًا جديدة من الطعام معًا. قومي بزيارة المتجر وشراء مواد جديدة لم يسبق لك شراؤها، أو حاولي إعداد أشكال جديدة من المعكرونة.

  • اختاري أنت وطفلك مرة واحدة في الشهر وصفة جديدة وقومي بإعدادها معه. خططي للقيام بنشاط غير معهود يكسر الرتابة، واستمتعي بوقتك مع طفلك وهو يتعلم أشياء جديدة ويطور مهارات جديدة.

  • أتيحي عدة خيارات دومًا؛ على سبيل المثال، ترتكز اكتساب "العادات الصحية" في مرحلة الطفولة على تعلم التواصل والاختيار. لذلك احرصي على مساعدته من خلال استعراض صور الأطعمة و أغلفتها، أو تعليمه لغة الإشارة الخاصة بأطعمة متنوعة.

  • أشركي طفلك في إعداد قوائم الطعام في سنّ مبكرة. وحتى لو استغرق التخطيط لذلك 30 دقيقة لا أكثر، تأكدي من منح طفلك فرصة اختيار أحد الأطعمة، أو اختيار واحدة من عدة وجبات خفيفة.

المراجع

تم إعادة إنتاج المعلومات الموجودة في هذا الفصل بموجب اتفاق حصري مع الجمعية الوطنية لمتلازمة داون. وهي متوفرة على الموقع الإلكتروني للجمعية: http://www.ndss.org