يعاني نحو 60٪ من الأطفال ذوي متلازمة داون من نوم غير طبيعي حتى عمر 4 سنوات وفق الدراسات. وعموماً يزداد احتمال حدوث انقطاع النفس الانسدادي النومي مع نمو الأطفال في السن.
لماذا يعاني نسبة عالية من الأفراد ذوي متلازمة داون من انقطاع النفس الانسدادي النومي؟
يفسر التشريح إلى حد بعيد أسباب ارتفاع نسبة انقطاع النفس الانسدادي النومي لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون قياساً بغيرهم. وتشمل بعض هذه الأسباب: توقف التنفس المركزي، انخفاض قوة العضلات في الفم والممرات الهوائية العلوية، ضعف تنسيق حركات المجاري الهوائية، تضيق الممرات الهوائية في منتصف الوجه والحلق، كبر حجم اللسان نسبياً، وتضخم في الأنسجة الغدانية واللوزية. كما توجد عناصر أخرى مثل زيادة التهابات مجرى الهواء العلوي وزيادة الإفرازات الأنفية وارتفاع معدل السمنة، مما يتسبب بمزيد من الانخماص وانسداد كل من البلعوم الفموي والبلعوم السفلي عندما يكون الشخص نائماً.
ما هي تأثيرات انقطاع النفس الإنسدادي النومي؟
يؤثر اضطراب التنفس خلال النوم على القدرات المعرفية والسلوك ومعدل النمو، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب أكثر خطورة مثل ارتفاع ضغط الدم الرئوي (ارتفاع ضغط الدم بشكل غير طبيعي في شرايين الرئتين) والقلب الرئوي (فشل الجانب الأيمن للقلب). وثمة خطر لحدوث مضاعفات أكثر شدّة بسبب ارتفاع معدل حدوث مشاكل القلب الخلقية الكامنة لدى الأفراد ذوي متلازمة داون. كما أن تشوهات الأوعية الدموية الرئوية (جهاز الدوران في الرئتين) تزيد أيضاً من خطر ارتفاع ضغط الدم الرئوي.
إن إرشادات الرعاية الصحية الجديدة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والتي نُشِرت في مجلة طب الأطفال عام 2011 توصي بإجراء دراسة خط أساسي للنوم أو مخطط للنوم لجميع الأطفال ذوي متلازمة داون قبل سن الرابعة.
ما هي أعراض اضطرابات النوم؟
إن الأعراض التي تشير بوجود اضطرابات النوم تشمل: النوم المضطرب، والشخير، وأصوات اللهاث، والثقل في التنفس، وانقطاعات في التنفس، والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، وصعوبة في الاستيقاظ، والنعاس خلال النهار، والقيلولة المفرطة. وقد يتسبب توقف التنفس أثناء النوم بتغيرات سلوكية أيضاً، بما في ذلك التهيج وضعف التركيز وضعف الانتباه. كما أن وضعيات النوم غير المألوفة مثل النوم جلوساً أو النوم مع فرط انبساط الرقبة أو النوم مع الانحناء للأمام على الخصر في وضعية الجلوس، توحي جميعها بوجود اضطرابات في النوم أو انقطاع النفس الانسدادي النومي.
ما الذي يسبب انقطاع النفس الانسدادي النومي؟
إن تضخم اللوزتين واللحميات هو أحد أكثر الأسباب شيوعاً لانقطاع النفس الانسدادي النومي عند الأطفال. ومع ذلك فإن الأسباب الأخرى للانسداد- كالسيلان والاحتقان الأنفي المزمنين وانحراف الحاجز الأنفي وتضخم القرين الأنفي- تحتاج إلى تقييم ومعالجة. وإذا أظهر الفحص الفموي وجود وذمة في جدار البلعوم الخلفي تؤدي إلى تقليل حجم مجرى الهواء البلعومي الخلفي، فيجب التفكير في الجزْر المعدي المريئي أو التصريف المزمن لمنطقة ما بعد الأنف. وأحياناً يفيد العلاج بواسطة الأدوية المضادة للجزْر و/أو مضادات الاحتقان، وكذلك رذاذ الأنف الستيروئيدي ومضادات الهيستامين.
ما هي العلاجات؟
إذا كانت هناك أي اضطرابات في مجرى الهواء أثناء النوم، فيجب على أخصائي الأذن والحنجرة تحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى دراسة للنوم و/أو التدخل الجراحي. وتشمل خيارات العلاج غير الجراحية استخدام جهاز الضغط الإيجابي المستمر للمجرى الهوائي وتقليل الوزن.
وتعتبر إزالة اللوزتين واللحميات الأنفية المتضخمة الخيار الأول جراحياً، لاسيما وأنه بالنسبة للأشخاص ذوي متلازمة داون حتى أقل درجات تضخم اللوزتين والزوائد الأنفية قد يكون لها تأثير أكبر من المتوقع على انسداد مجرى الهواء، وذلك بسبب نقص تنسج منتصف الوجه وانكماش البلعوم الأنفي.
وعلى الرغم من أن استئصال اللوزتين واستئصال الزوائد الأنفية هو التدخل الجراحي الأولي الأكثر شيوعاً، فقد أظهرت الدراسات احتمال استمرار انقطاع النفس الانسدادي النومي المستمر بعد الجراحة، وهو أكثر شيوعاً في الأشخاص ذوي متلازمة داون. لذلك فقد تكون هناك حاجة إلى مزيد من التدخلات، سواء الجراحية أو الدوائية. وتوضح كل هذه الدراسات الحاجة لإجراء تقييم ما بعد العملية لذوي متلازمة داون للكشف عن استمرار انقطاع التنفس النومي بعد الجراحة عن طريق دراسة للنوم. وبسبب ارتفاع معدل المضاعفات في الجهاز التنفسي بعد إزالة اللوزتين والزوائد الأنفية لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون، فإن المراقبة الليلية في المستشفى بعد الجراحة موصى بها أيضاً.
إذا كان هناك انسداد متبقي رغم الجراحة، فالعلاجات الطبية مثل التهوية المستمرة إيجابية الضغط (جهاز ضخ الهواء الإيجابي المتواصل CPAP/جهاز ضخ الهواء الإيجابي ثنائي الضغط BiPAP) واستخدام الأكسجين أثناء النوم لا تزال خياراً قائماً. كما أن فقدان الوزن يمكن أن يساعد أيضاً على التخفيف من حدة الأعراض. وتشتمل عملية التقييم لتحديد موقع أو مواقع انسداد مجرى الهواء المتبقية على التنظير المرن للأنف والبلعوم وتنظير الحنجرة في العيادة، وذلك لاستبعاد تضخم اللوزات اللسانية، وبقاء أو عودة نمو أنسجة الزوائد الأنفية أو تدلي اللسان المحتمل. وقد أظهرت دراسات الصور الشعاعية باستخدام دراسات تصوير الرنين المغناطيسي أثناء الحركة أن الانسداد بقاعدة اللسان الناتج عن مزيج من ضخامة اللسان النسبية وتدلي اللسان وتضخم اللوزات اللسانية وأيضاً عودة نمو الزوائد الأنفية، هو أحد أكثر مواقع بقاء الانسداد شيوعاً بعد إجراء عملية استئصال اللوزتين والزوائد الأنفية لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون.
إن الخيارات الجراحية في حالات انقطاع النفس الانسدادي النومي المستمر لدى الأطفال ذوي متلازمة داون يجب أن تكون مصممة وفق نمط الانسداد الخاص بكل طفل. وتشمل المقاربات الجراحية المستخدمة حالياً استئصال اللوزات اللسانية، ورأب الحنك والبلعوم واللهاة، واستئصال المنطقة الوسطى الخلفية من اللسان، وتقديم العضلة الذقنية اللسانية، والتقديم اللامي والجراحة القحفية الوجهية، بما في ذلك تقديم الفك السفلي ومنتصف الوجه. وقد تبين أيضاً أن أجهزة طب الأسنان التي تعزز استقرار الفك السفلي قد تفيد في الحالات الخفيفة المتبقية من انقطاع النفس أثناء النوم. وعلى أي حال، فإن الحالات الشديدة من انقطاع النفس أثناء النوم والمصحوبة بارتفاع ضغط الدم الرئوي ونقص الأكسجة الشديد و/أو مضاعفات قلبية قد تقتضي إجراء فغر للرغامى.
المراجع
وردت المعلومات الموجودة في هذا القسم عبر تنظيم حصري مع جمعية متلازمة داون الوطنية [على الإنترنت]، والتي يمكن الوصول إليها عبر الموقع الإلكتروني http://www.ndss.org