بقلم ماريان بروني
إذا كنتم أحد الآباء والأمهات الذين يتصفحون هذا الموقع الإلكتروني، فهذا يعني على الأرجح أن لديكم طفلا من ذوي متلازمة داون. هذه المقالة تهدف إلى توفير بعض المعلومات حول العلاج الوظيفي، والذي يمكن أن يساعدك ويساعد طفلكِ على حدّ سواء. فأخصائيون العلاج الوظيفي الذين يتولون العناية بالأطفال مؤهلون علميا للقيام بذلك، فضلا عن اتباعهم برامج ودورات تدريبية في تطور الطفل، وطب الأمراض العصبية، والحالات الطبية، والتطور النفسي، وتقنيات العلاج. ويتركز جلّ اهتمامهم على تعزيز قدرات الطفل في إتقان مختلف المهارات التي تسمح له بالاستقلال. ويتضمن ذلك:
-
مهارات مساعدة الذات (تناول الطعام وارتداء الملابس والمحافظة على النظافة... إلخ)
-
تطوير المهارات الحركية الدقيقة والكبيرة
-
تطوير مهارات التحصيل الدراسي (الطباعة والقصّ... إلخ)
-
مهارات اللعب والتسلية
عندما يكون الطفل رضيعا، تنصبّ اهتمامات الأبوين على صحته ونموّه، وتطوير حركاته الأساسية، وتعزيز استجابته وتفاعله الاجتماعي معهما ومع الآخرين، إلى جانب الاهتمام بكل ما يدور حوله، وأولى الأصوات التي يصدرها وردات الفعل التي يبديها. في هذه المرحلة، يمكن أن يكون للمعالج الوظيفي دور في:
-
المساعدة في حل مشاكل الرضاعة (يمكن لأخصائي النطق المساعدة في هذا أيضا): يؤدي ضعف التوتر العضلي، وبالأخص عضلات الخدين واللسان والشفتين، إلى صعوبة في تناول الغذاء لدى بعض الرضّع ذوي متلازمة داون. هنا يبرز دور اخصائي العلاج الوظيفي في اقتراح تقنيات خاصة بحركة العضلات والرضاعة، والاشتراك في إجراء دراسات حول مشاكل الرضاعة لدى الطفل إذا استدعى الامر ذلك
-
المساعدة في إنجاز المراحل الرئيسية من تطور حركة الطفل: لاسيّما المهارات الحركية الدقيقة: يعمل اخصائيون العلاج الوظيفي والطبيعي جنبًا إلى جنب لمساعدة الطفل في إنجاز المراحل الرئيسية من تطوّر المهارات الحركية الكبيرة (مثل الجلوس والحبو والوقوف والمشي). ويتلخص دور اخصائي العلاج الوظيفي في هذه المرحلة بتعزيز حركات الذراعين واليدين التي تُعتبر أساس تطوير المهارات الحركية الدقيقة في المرحلة اللاحقة. إذ يشكل ضعفُ التوتر العضلي والليونة المفرطة للأربطة في المفاصل لدى الاطفال ذوي متلازمة داون عقبات حقيقية في وجه التطور الحركي المبكر، ولكن العلاج الوظيفي قادرٌ على مساعدة الطفل في التغلب على هذين التحديين
في تطوير مهاراته، يتعين على الأبوين توفير العديد من فرص التعلم أمامه وتشجيعه في أولى خطواته نحو تعلم تناول غذائه وارتداء ملابسه بنفسه، ودعمه في تعلم الطرق الأمثل للتسلي بالألعاب والتفاعل مع الأطفال الآخرين، وتعزيز مهاراته في النطق والكلام، والاستمرار في توفير مختلف الفرص لتحسين مهاراته الحركية الكبرى. ويتمثل دور المعالج الوظيفي في هذه المرحلة بالمساعدة في:
-
تسهيل تطوير المهارات الحركية الدقيقة: هذه المرحلة هامة في تطوير مهارات حركية دقيقة لدى الأطفال ذوي متلازمة داون إذ إنها مرحلة تطوير حركات اليدين التي تسمح لهم بفعل الكثير من الأشياء عندما يكبرون. غير أن بعض هؤلاء يحتاجون إلى العلاج لضمان تطوّر هذه الحركات، وخير وسيلة لذلك هو اللعب، مثل فتح وغلق الأشياء، وتركيب وفك الدمى من مختلف الأحجام والأشكال، وتجميع وبناء الأشياء، وتحريك المقابض وضغط الأزرار، وتجريب الرسم بالاقلام الملوّنة، إلخ. بيدَ أن طفلكما قد يواجه تحديات إضافية أثناء تعلم اكتساب المهارات الحركية الدقيقة بسبب ضعف التوتر العضلي وتضاؤل قوته وارتخاء أربطة مفاصله
-
مساعدة الأبوين في تعزيز أولى محاولات طفلهما لاكتساب المهارات مساعدة الذات: هنا بمقدور اخصائي العلاج الوظيفي مساعدة الأبوين في تقسيم هذه المهارات إلى خطوات صغيرة بحيث تلبي كل خطوة توقعاتهما وتناسب إمكانيات طفلهما. ويستطيع اخصائي العلاج الوظيفي أيضًا اقتراح وضعياتٍ محددة أو طرق معينة للتكيف من شأنها إعانة الطفل على تحقيق مزيدٍ من الاستقلالية، مثل تعزيز قدرته على تناول طعامه لوحده باستخدام نوع خاص من الملاعق والصحون
الاجتماعات المدرسية لوضع خطة دراسية له؛ كما تبدآن التركيز على المواضيع الخاصة بالتواصل، ومساعدته في إتقان المهارات الحركية الدقيقة الخاصة بالمدرسة (كالطباعة مثلا)، لأنكما تتوقعان منه أن يصبح أكثر استقلالية في أنشطة مساعدة الذات. كما تشرعان أيضا في البحث عن أنشطة لاصفيّة تفيده في اختبار تجارب اجتماعية وتعليمية متنوعة. وهنا يبرز دور اخصائي العلاج الوظيفي في:
-
تسهيل تطوير المهارات الحركية الدقيقة داخل الفصل الدراسي: يعمل الكثير من اخصائيين العلاج الوظيفي في المدارس لتصميم برامج تساعد الاطفال ذوي متلازمة داون في تعلم الطباعة، الكتابة باليد، استخدام لوحة مفاتيح الكمبيوتر، والقصّ وغيرها. كما يقدم المعالجون رأيهم في وضعيات الجلوس واختيار أنسبها للطفل (كحجم المقعد الدراسي مثلا)، ويعملون على تكييف البرامج الدراسية بما يتناسب وقدرات الطفل الحركية
-
تسهيل تعلم مهارات مساعدة الذات في المنزل والمدرسة: مثلهم مثل جميع الأطفال يتفاوت الأطفال ذوي متلازمة داون في شخصياتهم، طباعهم، والعوامل التي تحفزهم على الاستقلالية. فبعضهم يمتلكون الرغبة في القيام بعمل الأشياء بأنفسهم كارتداء الملابس وتناول الطعام، وهم يتعلمون هذه المهارات عبر مراقبة الآخرين والمشاركة في عمر مبكر. وهناك أطفال آخرون يشعرون بالسعادة لقيام الآخرين بعمل الأشياء نيابة عنهم لدرجة أنهم قد يرفضون أي محاولة لمساعدتهم في تعلم هذه المهارات. وفي هذه الحالة، يمكن لاخصائي العلاج الوظيفي مساعدة الأبوين في تجاوز هذه الصعوبات ومساعدة الطفل على تطوير مهارات حركية أفضل تعينه في النجاح باكتساب مهارات مساعدة الذات
-
تلبية أي احتياجات حسيّة لطفلكما: في بعض الأحيان، قد يتملك الأبوين القلق حيال أشياء يقوم بها طفلهما وقد تكون مرتبطة بالتطورّ الحسي لديه. فقد يفرط مثلًا في وضع الدمى في فمه، أو قد يمتلك إحساسا ضعيفا بحالة جسمه في الفراغ، أو قد يعصر أي شيء بقوة، أو قد يواصل إسقاط الأشياء على الأرض، أو قد يكره أشياء اعتيادية كغسيل شعره وتمشيطه جيدا. من هنا يبرز دور الأخصائي في تقديم اقتراحات تساعد الأبوين وطفلهما في التعامل مع هذه الصعوبات
بصفتنا آباء وأمهات، يجب أن نقلق حيال سلامة وراحة أطفالنا في كافة النواحي. وهذا يحتم علينا التفكير في الكثير من الأمور، والاحتفاظ بالعديد من السجلات الخاصة باحتياجات أطفالنا على اختلافها، بما يشمل احتياجاتهم الطبية، والتعليمية، والاجتماعية والسلوكية والقائمة تطول! وفي هذا الإطار، نحن بحاجة إلى مساعدة الأخصائيين المدربين لتوجيهنا والعمل مع أطفالنا بما يضمن إطلاق قدراتهم في هذه الحياة. ويكون المعالج الوظيفي عضوا مهماً في فريق متكامل يمكننا الاعتماد عليه في توفير دعمٍ متخصص لأطفالنا أثناء نموهم وتطورهم.
المراجع
تم إعادة إنتاج المعلومات الموجودة في هذا الفصل بموجب اتفاق حصري مع الجمعية الوطنية لمتلازمة داون. وهي متوفرة على الموقع الإلكتروني للجمعية: http://www.ndss.org