كلما ازداد عدد الأطفال من ذوي متلازمة داون الذين تعرفهم، كلما كان واضحا أنهم جميعا غير متشابهين. إن كل طفل ذو متلازمة داون هو طفل متميز له قدرات وإمكانيات مختلفة حيث أن الأطفال ذوي متلازمة داون لا يحملون نفس الصفات والقدرات والمهارات حتى وإن ولدوا وعاشوا في نفس البيئة. ويعود ذلك لعدد من المتغيرات:
 

  • الفروق الوراثية: ليس من الضروري أن يحمل أخوين ذوي متلازمة داون نفس الصفات والقدرات والإمكانيات حتى وإن تعرضا لنفس البيئة وأتيحت لهما فرص تعليمية متماثلة. وهذه الفروق تعود الى قدرة تعديل المورثات على الكروموسوم الحادي والعشرين.
     

  • الحالات الثانوية المصاحبة لمتلازمة داون التي لم تعالج ولم تصحح: يتلقى معظم الأطفال ذوي متلازمة داون رعاية طبية فائقة لمعالجة المشاكل الصحية مثل أمراض القلب، مشاكل السمع والنظر، خلل الغدة الدرقية وغيرها من الحالات الصحية الأخرى. ولكن في بعض الأحيان لا يتم معالجة هذه المشاكل وتؤثر بشكل سلبي على تطور الطفل وتعيق تعلمه إلى حد كبير.
     

  • إعاقات أخرى إضافية مصاحبة لمتلازمة داون: يمكن أن يتعرض الأطفال ذوي متلازمة داون قبل الولادة، أثناء الولادة، وبعدها لمشاكل تسبب إعاقات عقلية أخرى تؤثر على تطوره مقارنة بالأطفال الآخرين. إن ولادة الطفل بمتلازمة داون لا يعني بأنه لن يتعرض لإعاقات عقلية أو حالات مرضية أخرى.
     

  • العوامل البيئية: من المعروف جيدا أن البيئة لها تأثير مهم على تطور أي طفل، فكل تطور ينشأ من تفاعل بين التركيب الوراثي للفرد وبيئته النفسية والطبيعية. والأطفال الذين يعيشون في بيئات محرومة هم غالبا الأطفال أنفسهم الذين لا يتلقون العناية الطبية اللازمة المذكورة آنفا. فالبيئة الحاضنة إذا كانت خصبة تشجع نمو الطفل وتجعله يتوافق مع العالم والآخرين، وهي بيئة كفيلة بتعزيز نمو الطفل وقدرته على التعلم.