مسائل الصحة العقلية

ما هي المخاوف الرئيسية المتعلقة بالصحة العقلية لذوي متلازمة داون؟

يواجه ما لا يقل عن نصف الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون مشكلة صحية عقلية جدّية خلال حياتهم. أما الذين يعانون من مشاكل صحية متعددة، فيكون معدل مشاكل الصحة العقلية لديهم أعلى. وتشمل مخاوف الصحة العقلية الأكثر شيوعاً:

  • القلق العام

  • سلوكيات الوسواس القهري

  • سلوكيات تتسم بالعناد، والتسرّع، والإهمال 

  • صعوبات النوم

  • الاكتئاب

  • حالات طيف التوحد

  • المشاكل النفسية العصبية التي تتسم بالفقدان التدريجي للمهارات المعرفية.

ويبدو أن العديد من هذه المشاكل تحدث كرد فعل على الضغوطات النفسية الاجتماعية أو البيئية كالمرض أو العزلة أو فقدان شخص مقرب.
 

ما هي أعراض القلق العام والوسواس القهري والاكتئاب في متلازمة داون؟ وكيف يتم تشخيصه وعلاجه؟

 

القلق العام

يظهر بصورة زيادة مستوى كل من القلق الأساسي والقلق الظرفي مع ضغوطات واضحة المعالم في كلا النوعين. وغالباً ما يظهر القلق الظرفي خلال التحولات وعند توقع حالات أو مواقف جديدة.
 

أعراض الوسواس القهري

قد تؤدي المستويات العالية من الأرق والقلق إلى تصرف الطفل أو البالغ بطريقة جامدة جداً توصله إلى حالة يكون فيها "عالقاً"، لذلك يحتاج الطفل أو البالغ لمتابعة أنشطة روتينية مألوفة في هذه الحالات. كما ينخرط المصابون أيضاً في سلوكيات متكررة قسرية  تشير إلى احتمال وجود الوسواس القهري. ويميل الطفل أو البالغ لأن يكون حزيناً وخائفاً.
 

الأعراض الاكتئاب 

يظهر الاكتئاب لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون على شكل انسحاب اجتماعي شديد، وشعور بالحزن (ولكنه ليس مصدر قلق)، وعدم القدرة على الاستمتاع بالعديد من الأنشطة التي كانوا يحبونها. وغالباً ما يبلغ الوالدان أو مقدمو الرعاية بأن سلوك الشخص لم يكن هكذا سابقاً. وإن أحد أكثر الجوانب الملحوظة من الاكتئاب عند الأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون هو ارتباط الاكتئاب بمحفزات مؤذية من بيئة الشخص، وهذه المحفزات قد تشمل مرض غير مشخص سابقاً أو الألم أو ضغوطات نفسية اجتماعية مثل انتقال الأخ أو الأخت الأكبر سناً الى الجامعة، أو ظهور مرض مفاجئ أو مزمن لدى أحد أفراد الأسرة أو غياب المعلم. كل هذه الأحداث العادية تبدو غير عادية بالنسبة للأطفال والبالغين ذوي متلازمة داون، ولها أثر سلبي نفسياً. ويتسم الأشخاص ذوي متلازمة داون بكونهم حساسين بشكل حاد تجاه التغيرات في بيئتهم والتي غالباً ما يعتبرونها غير مرغوبة.
 

ما هي أعراض تشتت الانتباه والتسرع وفرط النشاط والتخريب عند ذوي متلازمة داون؟ وكيف يتم تشخيصها وعلاجها؟

غالباً ما يواجه الأشخاص ذوي متلازمة داون من صعوبات ملحوظة في المعالجة الذهنية والتركيز على المهام. وغالبا ما يترافق ذلك مع التسرع وفرط النشاط بما يتوافق مع تشخيص اضطراب نقص الانتباه المقترن بفرط النشاط، ولهذا السبب يعالج الكثيرين منهم باستخدام الأدوية المنشطة.

وتؤدي هذه الأدوية إلى تفعيل سلوكيات عكسية سلبية لدى فئة معيّنة من ذوي متلازمة داون. وتشمل الآثار السلبية الأكثر شيوعاً: التهيج، الإثارة، العدوانية، القلق المؤقت، ومشاكل النوم. ويجب أن يتم تحذير الوالدين ومقدمي الرعاية مسبقاً من هذه الآثار السلبية لأنها يمكن أن تحدث بعد بدء العلاج بفترة قصيرة. ومع ذلك، فقد تستفيد مجموعة صغيرة من الأطفال الذين يعانون من أعراض اضطراب نقص الانتباه المقترن بفرط النشاط من الأدوية المنشطة، ولكن حتى هؤلاء الأطفال قد يواجهون زيادة في القلق إلى جانب أعراض الوسواس القهري. ولهذا السبب، فإنه عند علاج أعراض ما يشبه اضطراب نقص الانتباه المقترن بفرط النشاط، يجب أن يتمحور التركيز حول الاستراتيجيات السلوكية والعلاجية لتحسين قدرتهم على التكيف وتحسين الأداء في أجواء المنزل والفصول الدراسية.

ويكون استخدام جرعة منخفضة من الكلونيدين مفيداً للأطفال الذين يبدون درجة عالية من التسرع والتصرفات التخريبية، لكن فعالية هذا الدواء قد تكون محدودة لأنه قد يؤدي إلى النعاس خلال النهار عند بعض الأطفال. وينبغي التأكيد على أن استخدام الكلونيدين يمكن أن يكون فعالاً فقط في حالات معالجة التسرع وفرط النشاط والسلوك التخريبي، وليس بالضرورة لتحسين الانتباه الرئيسي. كما قد يساعد إعطاء الكلونيدين في وقت النوم الطفل على النوم بهدوء.
 

ما هي المحفزات البيئية الرئيسية للصعوبات السلوكية والعاطفية؟

غالباً ما يكون لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون حساسية شديدة للضغوطات النفسية الاجتماعية والبيئية. وتعتبر إصابة أحبائهم أو أحد أفراد الأسرة بمرض أو وفاتهم أمراً محبطاً للغاية بالنسبة لهم، ويؤدي في كل الحالات تقريباً إلى رد فعل معقد من الحزن قد يواجه الشخص ذو متلازمة داون خلاله تراجعاً في قدرته على التفكير وفي وظائف المنطق والتذكر ومعالجة المعلومات والتعلم. كما تؤدي المحفزات النفسية الاجتماعية والبيئية أيضاً إلى حالة من القلق العام وأعراض الوسواس القهري والاكتئاب وصعوبات النوم، وقد تترافق أيضاً مع فقدان الوزن وسوء الرعاية الذاتية وعدم القدرة على الالتحاق بالمدرسة أو الذهاب إلى العمل. وإذا ما استمر الوضع دون محاولة للتدخل عبر تقديم الاستشارة النفسية الاجتماعية أو الأدوية أو التدخلات السلوكية، فقد تستمر الحالة النفسية لتؤدي إلى تراجع أطول أمداً في الأداء النفسي الاجتماعي والمعرفي.
 

هل اضطراب المعارض المتحدي شائع لدى ذوي متلازمة داون؟

كثير من ذوي متلازمة داون يكون مزاجهم رائعاً، فهم يحبون المرح وتفاعلهم يتضمن عموماً الإغاظة بقصد المزاح، وإطلاق النكات، ونوبات الضحك، لكن هذا الأمر قد يؤدي إلى سلوكيات اجتماعية غير مقبولة. وفي بعض الأحيان تسيطر هذه السلوكيات على أصحابها، ومن الممكن أن يصبح الشخص اعتراضياً بشكل متزايد وغير قادر على الإصغاء للآخرين. وعلى سبيل المثال، فقد يجلس ويرفض النهوض أو يستمر في النشاط الذي يقوم به بنفسه مع تجاهل تام لأوقات تناول الطعام والاستحمام والنوم. ويمكن رؤية سلوكيات المعارضة لدى أفراد من مختلف مستويات المهارات المعرفية واللغوية، لكن التعامل معها يكون أكثر تعقيداً لمن يعانون من صعوبات تواصل استقبالية-تعبيرية. وفي الفصول الدراسية قد تساهم إدارة السلوك والمساعدة الشخصية في إبقاء الوضع تحت السيطرة. وعادةً ما تترافق مشاكل سلوك المعارضة لدى الأطفال الذين يعانون من محدودية استقبالية-تعبيرية ومعرفية مع زيادة مستوى سلوكيات التسرع وفرط النشاط، وغالباً ما قد تتداخل مع أعراض اضطراب نقص الانتباه المقترن بفرط النشاط.
 

هل اضطراب المزاج والاضطراب الوجداني ثنائي القطب شائع لدى الأشخاص ذوي متلازمة داون؟

هناك حاجة إلى دراسة شاملة لتقييم الشخص ذو متلازمة داون والذي يعاني من تقلب المزاج. فمن الضروري استبعاد أي حالات مرضية وعصبية كامنة والنظر في احتمال أن يكون ذلك ناتجاً عن الآثار السلبية للدواء الذي يتناوله الشخص والذي قد يؤدي إلى تقلب المزاج. 

وفي حال أبدى الطفل الصغير ذو متلازمة داون سلوكاً اعتراضياً ومتسرعاً وتخريبياً وكان سريع الانفعال وعدوانياً بشكل دائم، فهناك احتمال من أنه يعاني من اضطراب في المزاج. ولا يزال من غير المعروف مدى إمكانية الإصابة باالاضطراب ثنائي القطب الفعلي مع متلازمة داون. ويجب عدم استخدام الأدوية المضادة للتشنج (كمثبتات المزاج) إلا تحت إشراف دقيق فقط. وبالمثل، فإن استخدام الأدوية غير النمطية المضادة للذهان يجب أن يتم اتخاذه كحل أخير فقط مع مراقبة دقيقة للآثار الجانبية؛ حيث أن هذا النوع من الأدوية قد يؤدي إلى رفع الشهية بشكل كبير، وهو قد يكون أمراً سلبياً بالنظر إلى قابلية اكتساب الوزن بسرعة لدى ذوي متلازمة داون، لذلك فإنه من الضروري أن تتزامن التداخلات السلوكية والغذائية دائماً.
 

المراجع

وردت المعلومات الموجودة في هذا القسم عبر تنظيم حصري مع جمعية متلازمة داون الوطنية [على الإنترنت]، والتي يمكن الوصول إليها عبر الموقع الإلكتروني http://www.ndss.org